إلى متى ؟

‏هَاكَ المَجازَ وَطُفْ بِنَا
فالحرفُ أنْهَكهُ الصوابْ
وَلدَى الحقيقةِ عُذرها
أنْ تَنْزَوِي خَلْفَ الحِجابْ

قَلمِي ارتجالُ الريحِ
في القفرِ اليَبَابِ، وأحرُفِي
يَبِسَتْ وكُنتُ أظنُّها
كالأمسِ تَلْتَحِفُ السَّحابْ

هل يَستوي
ذاكَ الرَّبيعُ مِنَ الطَّرِيقِ
وَزَيْفُ أقنعةِ الخريفِ الخَافِيةْ؟
لا مَجدَ يَستدعِي المنَاجِلَ
والرياحُ تَحفُّنا،
كُلُّ المَواجِعِ حَافِيةْ!
والنُّور أبلغُ ما يَدلُّ على المُصابْ

أنَا مُتْعَبٌ!!
ومَجازُ هَذا الحرفِ يَفْتكُ في دَمِي
وَمواكِبي نَزْفٌ على أثَرِ الخُطَىٰ
تَنهيدةُ الألمِ المُسافرِ
مِلْء خَيباتِ الصِّحابْ

هَاكَ المَجازَ
وَجُدْ بِقافيةِ الذينَ تُحِبُّهمْ
واسكُبْ حَنينكَ إنْ مَررتَ
وَلَا تَقُلْ كَانَ الدُّجَىٰ..!
إنِّي أُعِيذُكَ مِنْ نَهارٍ صارمٍ
يَرِثُ السؤالَ بِلا جَوابْ

أَوَ مَا اهتدَيتَ إلى الطَّريقِ؟
أنَا هُنا، وأنَا هُنا،
وأنَا المُنَىٰ،
وأنَا ارتِعَاشَات السَّنَا
وأنَا الذي كُنتُ ابتداءَ النُّورِ
تُوقِظُنِي الطيوفُ على الدُّنى
وأنَا امتِدَاد السَّطرِ
في فصلِ الخِطابْ

هَاكَ المَجازَ وَعُدْ بِنَا
فَغَداً أُغادرُ لَا لِشيءٍ إنَّما
يَا حُبُّ يَحرسكَ الغِيابْ

إلى متى؟ والدَّربُ يُغرِقُنَا شِتَاتًا لا نُجَابْ
والحُبُّ فِي قَلبِ الرَحِيلِ بَقِيَّةٌ
تُجْهَضُ الأَحلامَ في صَمتِ العِقَابْ