يوميات مدير 2: الموظفون مالهم “خلق” ومديرهم ينهار
دايم لما أدخل هنا أشوف البوستات اللي تكون كلها شكاوى من الموظفين على مدرائهم. “مديري صار كذا”، “مديري قال كذا”، “مديري ما يفهم”. وبيني وبينكم، فيه أوقات أقرأها وأقول: “طيب، هل فكرنا يوم نسأل المدير وش يصير معاه فوق؟”. يمكن القصة من فوق تختلف تمامًا.
خلوني أقول لكم: أنا اداري، وفي كل يوم أعيش مواقف تضحك، تبكي، تنرفز، وأحيانًا تسوي كل هذا في نفس اللحظة. وقاعد أحاول أكون عادل بين الشركة اللي أمثلها، وبين الموظفين اللي يشتغلون تحت مظلتها. يعني، لما أحكي مشاكلي هنا، مو معناته إني جاي أتحامل على الموظفين أو أفضفض بس، لا… أنا فعليًا أبحث عن حلول. مشكلتي اليوم تحديدًا؟ مع مدير تنفيذي وشريك مؤسس ممتاز عنده فريق إداري “ما عندهم خلق”.
الشركة والمشكلة من البداية:
خلونا نرجع شوي للصورة الكاملة. الشركة اللي أتحدث عنها وحدة من عدة شركات صغيرة ومتوسطة تحت مظله شركة ام. هذي الشركة بالذات، مديرها التنفيذي والشريك المؤسس شخص فوق الممتاز. تخيلوا معاي: رجل عنده ماجستير في تخصصه، خلفيته هندسية، خبرة عميقة بالسوق، وشغال على منتج تقني واضح ومبشر بالنمو. الشركة عندها إمكانيات، المنتج ممتاز، والرؤية واضحة. لكن؟ الفريق الإداري اللي تحت يده، بصراحة، هو أسوأ جزء في المعادلة.
الموظفون الإداريون في التسويق، المبيعات، والعمليات… خلوني أوصفهم لكم:
ما يبغون يشتغلون. أي شغل ؟ يرمونه على زميلهم. أي فرصة يطلعون فيها من مكاتبهم؟ “قهوة”. الالتزام بالتارقت؟ صفر. الديدلاينز؟ ما لها أي معنى عندهم. وكل ما يحاول المدير يجمعهم، يسوي اجتماع يوضح الرؤية والخطط، يحفزهم، أو حتى يحطهم أمام مسؤولياتهم، يرجع يشعر إنه يكلم جدران.
لدرجة إنه وصل لمرحلة صار يسوي شغلهم بنفسه! تخيلوا: مدير تنفيذي ماسك شركة كاملة وقاعد يسد ثغرات فريق إداري كامل بس عشان الشغل يمشي.
الطرق اللي جربها المدير:
قبل ما تقولون “ليش ما جرب كذا أو كذا؟”، خليني أقول لكم: جرب كل شيء.
• حاول يكون صديقهم، يتقرب منهم، يسمع مشاكلهم.
• شد عليهم وعاقب.
• راخى معهم وكافأ.
• جلس معاهم فرديًا.
• شرح لهم الرؤية مليون مرة.
لكن النتيجة ما تغيرت. وكأنك تصب في بحر . المشكلة؟ الفريق هذا يدمر كل شيء. والغريب؟ الفرق الأخرى في الشركة كلها شغالة زي الساعة! الفريق التقني، التصميم، اللوجستيك… كلهم مبدعين ومنجزين. فليش هذولا الإداريين مختلفين؟
الموقف اللي خلاني أقرر أكتب عن المشكلة هنا:
قبل فترة، حضرت اجتماع عندهم. المدير كان يشرح لهم أهداف الشركة، يحاول بكل طاقته يعطيهم صورة واضحة عشان يتحمسوا. كان كلامه عقلاني، مقنع، واضح. اثناء الاجتماع، وقلت لهم وله ( من باب التحدي ) لا تضيع وقت ترا مالهم خلق ، وقالهم ان انا وهو متحدين من كلامه صح طريقته هو او انا اللي صح وهو يضيع وقته ٫
والآن أجي لسؤالي لكم. هالفريق الإداري: هل المفروض نتخلص منهم كلهم ونبدأ من الصفر؟
أو نرجع نطبق نظام صارم جدًا للمحاسبة ونشوف إذا يلتزمون؟
أو… (وهذا أصعب شيء بالنسبة لي) نعاملهم كمجرد “مؤدين مهام”. يعني دورهم يصير: “سوي ١-٢-٣ وبس”، بدون أي مساحة للإبداع أو التفكير.
أنا شخصيًا ما أقدر أقرر و اوصي لحالي. هالمدير يستحق فريق أفضل، والمنتج اللي يشتغل عليه عنده إمكانيات هائلة. لكن مع فريق زي هذا؟ كل شيء يضيع.
أبيكم تشاركونني أفكاركم وتجاربكم. بأرسل رابط هذا البوست للمدير التنفيذي نفسه عشان يشوف آرائكم. يمكن نلقى الحل مع بعض.